روسيا تريد بناء حواسيب فائقة رائدة بحلول 2030

فريق التحرير
وقت القراءة 3 دقيقة

في سياق تراجعها المستمر في مجال الحوسبة الفائقة، تطمح روسيا الآن لتحقيق قفزة نوعية عبر تطوير مجموعة جديدة من الحواسيب الفائقة بحلول عام 2030، في محاولة لتعزيز مكانتها في الصناعة المتنامية للذكاء الاصطناعي.

ولكن، يبقى السؤال المطروح: هل ستتمكن روسيا من تحقيق هذه الطموحات في ظل العقوبات الاقتصادية الناجمة عن الحرب الروسية الأوكرانية التي عزلتها عن التقنيات الحديثة المطلوبة لهذا المشروع؟

حواسيب فائقة

تحتل روسيا حالياً مركزًا متواضعًا في قائمة الحواسيب العملاقة الأكثر قوة في العالم، حيث لديها فقط سبع حواسيب في قائمة الـ 500 الأوائل، مقارنة بـ 150 حاسوباً في الولايات المتحدة و 134 حاسوباً في الصين.

ويعد نظام «تشيرفوننكيس» الذي طوّرته شركة «ياندكس» التكنولوجية الروسية، هو الأقوى حالياً في روسيا بقوة تصل إلى 23.53 بيتافلوب، وذلك بفضل استخدامه لـ 1592 وحدة معالجة رسوميات من طراز Nvidia A100.

تخطط روسيا للمضي قدماً في عالم الحوسبة الفائقة بناءً على خطة طموحة تهدف لاقتحام قائمة العشرة الأوائل بواسطة حواسيب تتراوح سرعتها بين 400 و500 تيرافلوب، وفقًا لما ذكره موقع توم هاردوير.

روسيا تريد بناء حواسيب فائقة رائدة بحلول 2030 1

لتحقيق هذا الهدف، ستحتاج الحكومة الروسية إلى حوالي 10,000 إلى 15,000 وحدة تسريع ذكاء اصطناعي من أحدث خطوط إنفيديا، وهي H100.

وهذا يشكل تحدياً كبيراً لروسيا في ظل تأثرها بالعقوبات الاقتصادية بعد الغزو الأوكراني، خاصة أن إنفيديا هي شركة أمريكية تخضع للرقابة الصادرة عن الحكومة الأمريكية.

على الرغم من هذه التحديات، فإن بعض الخبراء المتخصصين في تكنولوجيا الجيش الروسي يشير إلى أن روسيا لا تزال تجد طرقًا للحصول على الرقائق الغربية التي لا يمكنها تقليدها محلياً، وفقًا لتقارير سي إن بي سي.

ويُحتمل أن تأتي هذه القطع من السوق الرمادي عبر وسطاء من تركيا وسوريا. ومع ذلك، فإن تأمين عشرات الآلاف من وحدات معالجة الرسومات التي تعاني بالفعل من نقص في الإمدادات هو تحدي أكبر بكثير.

بالإضافة إلى ذلك، ستكون هناك تكاليف إضافية لشراء هذه البطاقات عبر الأطراف الثالثة، والتي سوف تزيد من السعر الأصلي لـ H100 GPUs، الذي يقدر بين 6 إلى 7 مليارات دولار. 

في ظل استمرار روسيا في حرب مكلفة في أوروبا، يمكن أن يتعثر هذا المشروع بسهولة. ولكن إذا نجحت الحكومة الروسية في الحصول على هذا العدد من البطاقات، فستمتلك قوة معالجة هائلة.

فكل حاسوب مقترح سيكون بنفس سرعة النظام الذي استخدمته OpenAI لتدريب خوارزمية شات جي بي تي الخاصة بها. وحيث أن OpenAI مقرها في الولايات المتحدة، فإن منتجاتها قد تكون مقيدة في روسيا.

بالتالي، تبقى الرغبة الروسية في تطوير قدراتها في مجال الحوسبة الفائقة مرهونة بالتحديات السياسية والاقتصادية التي تواجهها، والتي قد تعيق أو تعقد استكمال هذا المشروع الطموح.

المصدر

كلمات مفتاحية
شارك هذا المقال