تشتهر شركة إنفيديا بتزويد الصناعة بالأجهزة اللازمة لتدريب النماذج اللغوية الكبيرة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي. ولكن، في ظل ارتفاع الطلب بشكل كبير على هذه الأجهزة مقابل نقص المعروض، أصبحت الأسعار في السماء، وطوابير الانتظار تشبه تلك الموجودة في مكاتب تسجيل المركبات المحلية.
ومن ضمن الأمور التي نتجت عن هذا الواقع الصعب، بدأت شركة أوبن إي آي (OpenAI) – التي أطلقت شات جي بي تي – في البحث عن بدائل لأجهزة إنفيديا، بما في ذلك إمكانية تصنيع رقائقها الإلكترونية الخاصة.
وفقًا لتقرير نشرته رويترز، تخطط أوبن إي آي لحل الأزمة الحالية في صناعة الذكاء الاصطناعي. ومن بين الخيارات المتاحة، السير على طريقها الخاص دون الاعتماد على أجهزة إنفيديا، وهذا يمكن أن يتم عن طريق شراء أحد منافسي إنفيديا لتتمكن من تصنيع الرقائق الخاصة بها في المستقبل.
تصنيع رقائق الذكاء الاصطناعي
يشير التقرير إلى أن أوبن إي آي ذهبت إلى حد تقييم العديد من الشركات المرشحة للدمج، لكنها لم تتقدم بعد عن هذه المرحلة.
بينما تبحث الشركة أيضًا عن خيارات أخرى، بما في ذلك التعاون بشكل أوثق مع إنفيديا ومنافسيها، أو تنويع مصادر الرقائق الخاصة بها لتستبعد إنفيديا تمامًا.
وحسب التقرير، أصبحت مهمة اقتناء المزيد من الرقائق المتخصصة في الذكاء الاصطناعي هي الأولوية القصوى للرئيس التنفيذي لشركة أوبن إي آي، سام ألتمان.
ولكن القول أسهل بكثير من الفعل. فبسبب القيود الحالية على قدرات التصنيع لدى إنفيديا، لا نتوقع أن تتمكن الشركة من تلبية الطلب على رقائق الذكاء الاصطناعي H100 لمدة سنة ونصف السنة القادمة، وفقًا لما أعلنته TSMC.
وكانت أوبن إي آي قد استخدمت 10,000 من أجهزة إنفيديا لتدريب شات جي بي تي. ولكن مع محاولات شركة الذكاء الاصطناعي للتوسّع، تجد صعوبات كبيرة نظرًا لندرة المعروض والأسعار المرتفعة بشكل فاق الخيال.
ووفقًا لرويترز، إذا زادت أوبن إي آي حجم الاستعلامات لديها لتصبح 1/10 من حجم استعلامات جوجل على مر الزمن، فستحتاج إلى 48 مليار دولار من الاستثمارات في أجهزة معالجة الذكاء الاصطناعي لتوسيع نطاقها لهذا المستوى.
وبعد ذلك، ستحتاج إلى إنفاق 16 مليار دولار سنويًا فقط لتلبية الطلب. وهذه مشكلة كبرى تواجهها الشركة والصناعة بشكل عام.
وفي الوقت نفسه، تعتبر هذه أخبارًا جيدة لشركة إنفيديا، التي يُفترض أنها تحقق هامش ربح يصل إلى 1000% على كل رقاقة H100 تبيعها.
اقرأ: 5 طرق لاستخدام ChatGPT GPT-4 مجانًا
الطريق الذي تبحث فيه OpenAI ليس جديدًا، حيث تستخدم شركات أمازون و جوجل و ميتا رقائق مُخصصة صممت لتلبية احتياجاتهم الخاصة.
ويُفترض أن الشريك الأكبر لشركة أوبن إي آي، وهو مايكروسوفت، يعمل حاليًا على تصميم الرقائق المخصصة الخاصة به.
ومع ذلك، سيستغرق الأمر سنوات مع شركة أوبن إي آي لتصميم وتصنيع وتثبيت الرقائق الجديدة، لذا ستحتاج في الوقت الحالي إلى شراء الرقائق من إنفيديا أو AMD.