برنامج أرتميس من ناسا يستكشف إمكانية بناء منازل على القمر

فريق التحرير
وقت القراءة 4 دقيقة

بعد نصف قرن من أول خطوة للإنسان على سطح القمر، تستعد وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) لتكرار رحلة الإنسان إلى القمر. الهدف هذه المرة ليس مجرد استكشاف، بل الإقامة الدائمة وبناء منازل على القمر. تأتي هذه الخطوة الجريئة ضمن إطار برنامج «أرتميس لاستعمار القمر» الذي تسعى ناسا من خلاله إرسال أول بعثة بشرية مأهولة إلى القمر في عام 2025.

خطة ناسا تتجاوز البقاء المؤقت، فهي تخطط لإقامة محطة فضاء قمرية وإجراء عمليات سطحية مستدامة. وقد كشفت الوكالة أيضًا عن خطط لبناء منازل قمرية، بالشراكة مع شركة Icon، وفي حال نجحت الخطة، يمكن أن نرى البشر يعيشون في منازل قمرية في أوقات حياتنا.

بناء منازل على القمر

الخطة المعروفة باسم «مشروع أوليمبوس» قد تتحقق بحلول عام 2040. تعمل شركة Icon حالياً على تطوير التكنولوجيا التي قد تؤدي في نهاية المطاف إلى بناء المنازل القمرية.

تستخدم الشركة طابعات ثلاثية الأبعاد لبناء المنازل على الأرض بطرق أسرع وأكثر استدامة مقارنة بالطرق التقليدية. وكما اقترحت ناسا في الماضي، يمكن أن يكون هذا النوع من البناء تطبيقًا مثاليًا لاستغلال الموارد الموجودة في الموقع (ISRU)، وهو ما يعني استخدام المواد المتاحة في المكان الذي تتوجه إليه بدلاً من جلب كل شيء معك.

الخطوة الأولى في هذا السياق ستكون إرسال ناسا لطابعة ثلاثية الأبعاد ضخمة إلى القمر.

أثبتت طابعات شركة Icon قدراتها على الأرض، لكنها في الفضاء؟ يتم تصميم معظم أجهزة الفضاء من الألف إلى الياء لتكون مقاومة للإشعاع والحرارة الشديدة.

في وقت مبكر من العام المقبل، ستضع ناسا طابعة Icon في غرفة اختبار خاصة في مركز مارشال لرحلات الفضاء، حسبما أفادت صحيفة نيويورك تايمز. هناك، ستتعرض الطابعة للإشعاع العنيف والفراغ الذي ستتعرض له على سطح القمر.

وكانت ناسا قد شرعت في الشراكة مع Icon في عام 2020، ممولة البحوث حول طباعة الهياكل خارج مدار الأرض المنخفض. وفي عام 2022، أعلنت ناسا عن عقد بقيمة 60 مليون دولار لنظام بناء فضائي يمكنه بناء المساكن ومنصات هبوط الصواريخ.

اقرأ: الصين توسّع محطة «تيانجونغ» الفضائية وتزيد عمرها الافتراضي

يُعد إدراج الإسكان المدني في «مشروع أوليمبوس» طبقة جديدة في الخطط التوسعية المتزايدة لناسا في القمر.

تأمل Icon في استخدام التربة القمرية كقاعدة لطباعتها ثلاثية الأبعاد، ولكن لا يزال غير واضح مدى قوة هذه المادة على المدى الطويل. كما أن الغبار على القمر قاسٍ للغاية، وهناك قلق من أن مواد البناء قد تتلف الطابعة ثلاثية الأبعاد والأجهزة الأخرى. ولهذا السبب بدأت ناسا في تمويل البحث في وقت مبكر.

مع نحو عقدين من الزمن كفترة زمنية مقدمة، تعتقد ناسا أنه سيكون من الممكن حل أي مشاكل قد تظهر بحلول عام 2040 تقريبًا.

ستجري سلسلة من الاختبارات القمرية قبل أن تبدأ ناسا في بناء أول منزل بدائي في القمر، ولكن ذلك سيأتي بعد أن يكون برنامج أرتميس قد بدأ بالفعل.

حتى الآن، أطلقت ناسا «أرتميس I»، وهي مرور قمري غير مأهول والاختبار الأول لنظام الإطلاق الفضائي. بينما سيتميز «أرتميس II» بمرور قمري مأهول في العام المقبل، وسيتبع ذلك بالهبوط المأهول الأول مع «أرتميس III».

وفي وقت لاحق من ذلك، ستحتاج الوكالة إلى بناء منصات هبوط على السطح حيث يمكن للمعدات مثل الطابعات ثلاثية الأبعاد الهبوط. من الممكن أن يتم نقل المعدات اللازمة إلى القمر عبر السفينة الفضائية SpaceX Starship، التي ما زالت قيد التطوير.

نحن نتطلع إلى سنوات قبل أن تكون هناك أي اختبارات في الموقع، لذا لا تتوقع أن تحصل على منزلك القمري بعد!

كلمات مفتاحية ,
شارك هذا المقال