○ هل فكرت يومًا لماذا يهتم الإنسان بـ استكشاف الفضاء؟ ولماذا تُخصص العديد من الدول حول العالم مئات المليارات من الدولارات سنويًا لذلك؟
الأرض.. مكان رائع للإنسان، يتمتع بالجاذبية والهواء القابل للتنفس. ومع مرور الوقت، تتزايد تحديات البشرية على وجه الأرض.
فمع تغير المناخ وعدم الاستقرار الاقتصادي والأوبئة التي تجهد موارد العالم، لماذا يُنفق كل هذا المال على استكشاف الفضاء؟ يبدو واضحًا سبب ظهور هذه الحجة: إن هناك مشاكل كبيرة يجب حلها هنا على الأرض، والذهاب إلى الفضاء يتطلب تكاليف باهظة.
هذا التبسيط يتجاهل طبيعة الإنسان، والدافع الذي جعلنا النوع السائد على وجه الأرض. إذا كنا نرغب في البقاء على هذا النحو، فإن استكشاف الفضاء ضروري. وإليك خمسة أسباب تبرر وجودنا هناك.
التكنولوجيا والأبحاث الجديدة
لم يتطور الإنسان للذهاب إلى الفضاء، ومع ذلك، نحن نذهب إليه بأي حال من الأحوال. وقد أدى ذلك إلى تطوير تقنيات متنوعة تعود بالنفع على الاقتصاد وتحسن حياتنا على وجه الأرض.
من دون برامج الفضاء، لما كان لدينا نظام تحديد المواقع العالمي «GPS»، أو التنبؤ الدقيق بالطقس، أو الخلايا الشمسية، أو الاتصال العالمي الفوري، أو حتى فلترة الأشعة الفوق بنفسجية في النظارات الشمسية والكاميرات.
كما يجري حاليًا أبحاث طبية في الفضاء يمكن أن تعالج الأمراض وتطيل عمر الإنسان، وهذه التجارب لا يمكن إجراؤها على وجه الأرض. فربما يساعد استكشاف الفضاء في إنقاذ حياتك يومًا ما!
اقرأ: برنامج أرتميس من ناسا يستكشف إمكانية بناء منازل على القمر
الكويكبات
وفيما يتعلق بإنقاذ الأرواح، يمكن أن ينقذ استكشاف الفضاء حياة الجميع. لقد هدأ النظام الشمسي كثيرًا منذ العصور الأولى، ولكن لا يزال هناك عدد غير معروف من الكويكبات والمذنبات الكبيرة هناك قد تصطدم بالكوكب وتجعل جائحة كوفيد-19 تبدو كذكرى سارة.
إن المسألة ليست متى ستصطدم كويكبات أخرى كبيرة بالأرض، بل متى. وجود برنامج فضائي قوي هو الأمل الوحيد الذي نملكه لتحويل مثل هذا الكائن، ونحن نحقق تقدمًا في هذا المجال.
في السنوات الأخيرة، قامت البشرية بزيارة المذنبات والكويكبات، وقد عادت المهمات مثل هايابوسا 2 وأوزيريس ريكس بعينات.
كما قامت وكالة ناسا بنجاح بتجربة تكنولوجيا تحويل الكويكبات في مهمة دارت. قد نكون قادرين قريبًا على إيقاف كويكب خطير بالقرب من الأرض. إذا لم نعمل نحو تحقيق هذا الهدف، فإن لدى البشرية تاريخ انتهاء محدد.
نسخة احتياطية من البشرية
تبلغ البشرية حاليًا 8 مليارات نسمة تقريبًا، وهو عدد كبير. ومع ذلك، نحن جميعًا مُكدّسون معًا على كوكب واحد.
إذا حدث شيء ما للأرض، فإن جنسنا يمكن أن ينقرض، كما يحدث في حالة تأثر الأرض بتصادم الكويكبات كما ذكرنا سابقاً.
استعمار الكواكب الأخرى في النظام الشمسي (أو بناء مستوطنات في مدارات الأرض) هو وسيلة لإنشاء «نسخة احتياطية» من البشرية التي ستبقى على قيد الحياة بغض النظر عما يحدث للأرض.
ربما يكون البشر المستقبليون سكان المريخ الذين لن يضعوا أقدامهم على الأرض أبدًا.
على الرغم من أن رواد الفضاء الأثرياء يدّعون أن استعمار المريخ قريب جدًا، إلا أن هذا يمكن أن يكون هدفًا طويل الأجل. التكنولوجيا اللازمة لتحقيق ذلك وتأمين البشر بشكل مستقل عن الأرض لن تتطور بنفسها.
اقرأ: الهند تخطط لإرسال أول رائد فضاء إلى القمر بحلول عام 2040
استغلال الموارد الفضائية يمكنه إنقاذ العالم
مع استمرار ارتفاع عدد السكان بشكل لا يمكن إيقافه، يستمر الضغط على مواردنا الطبيعية في الزيادة.
تشير التقديرات الحالية إلى أن عدد سكان العالم قد يصل إلى 10-12 مليار نسمة بحلول عام 2100، وسيستهلك هؤلاء الأشخاص الكثير من الموارد.
استخراج المعادن الثمينة أدى إلى العديد من المشاكل، بما في ذلك تلوث البيئة واستغلال الإنسان، ولكن هناك ثروة من المواد الثمينة في الفضاء.
ربما سمعت بالكويكب المعدني «سايكي»، الذي يستهدفه مسبار حديث الإطلاق يحمل نفس الاسم، ويقدر ثمنه بمبلغ لا يمكن تصوره.
هذا صحيح، ولكن هناك أجسامًا أصغر وأكثر قابلية للوصول تحتوي أيضًا على ثروة معدنية أكبر مما يمكن أن نتخيله.
تهدف الشركات الناشئة مثل «أستروفورج» إلى استغلال الكويكبات بدلاً من الأرض، مما يعني توفرًا غير محدود للمواد الخام النادرة التي تنعدم على سطح الكوكب.
نحن رواد الفضاء
هناك أسباب عملية أكثر لاستكشاف الفضاء، ولكن أحد أسباب استمرارنا في هذا المجال هو أن استكشاف المجهول هو جوهر تجربة الإنسان.
لهذا السبب يبلغ عدد البشر مليارات النسمات، فمنذ خطواتنا الأولى المستقيمة، سعينا لمعرفة المزيد عن العالم من حولنا، مما سمح لنا ببناء حضارة تمتد عبر الكوكب.
استكشاف الفضاء فرصة لاكتشاف عوالم جديدة وبناء تكنولوجيا متقدمة، وللعمل معًا نحو هدف أكبر بغض النظر عن الجنسية أو العرق أو الأيديولوجية السياسية.
إذا لم نتوقف عن القتال مؤقتًا للقيام بذلك، فإننا نتوقف عن أن نكون بشرًا.